بعد غياب دام "24 عاما"، يعود المنتخب الجزائري لكرة القدم إلى الظهور في نهائيات كأس العالم وتحظى المشاركة الجزائرية في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بطابع خاص عن المشاركات العربية في بطولات كأس العالم السابقة حيث يحمل المنتخب الجزائري بمفرده آمال وطموحات الامة العربية من المحيط الى الخليج.
وقد شرفنا الجزائريون بمشاركاتهم الجيدة التي حققوها في الثمانينيات من القرن الماضي بعد المستوى الذي ظهروا به في نهائيات كأس العالم 1982 بأسبانيا وخاصة بعد فوزهم على المنتخب الالماني 2/1 وعودته للمشاركة بالنهائيات في البطولة التالية مباشرة عام 1986 بالمكسيك ليخسر امام البرازيل صفر/1 وامام اسبانيا صفر/3 بينما تعادل 1/1 في مباراته مع ايرلندا الشمالية.
ويعتمد رابح سعدان المدير الفني للمنتخب الجزائري على مجموعة من اللاعبين تجمع بين الشباب وأصحاب الخبرة كما تجمع بين لاعبي الدوري الجزائري والمحترفين في بعض الأندية بالخارج مثل رفيق صايفي ( 35 عاما) نجم إيستر الفرنسي وكريم مطمور ( 24 عاما) مهاجم بوروسيا مونشنجلادباخ وكريم زياني (28 عاما) لاعب خط وسط فولفسبورج الألماني ومجيد بوقرة (27 عاما) مدافع رينجرز الاسكتلندي.
وتحظى بطولة كأس العالم بمتابعة حثيثة من قبل ابناء الشعب الفلسطيني وخاصة في ظل مشاركة عربية لمنتخب ينتمى لإحدى الدول التي قدمت الكثير لقضية فلسطين، بحيث انها اصبحت قضيتهم الاولى، انه المنتخب الجزائري الذي يحظى بالتقدير والاحترام من ابناء شعبنا، ونحن هنا في ارض الاسراء والمعراج ماذا نقول للمنتخب الجزائري الشقيق وما هي مشاعرنا اتجاه هذه المشاركة لممثل العرب الوحيد في هذه البطولة ؟؟.
قال عبد العزيز نوفل- صحفي فلسطيني من مدينة الخليل: "في الوقت الذي ننتظر فيه لحظة انطلاق البطولة منذ ان انتهت البطولة السابقة للاستمتاع بالساحرة المستديرة ونجومها نتوقف طويلا عند المشاركات العربية، حيث تتعلق القلوب مع الفرق العربية المشاركة بالتشجيع والمتابعة وقد تصل احيانا لتوقف دقات القلب في الثواني الاخيرة في كل مباراة، بإعتبار ان كل منتخب عربي مشارك هو منتخب كل منتخب الفلسطينيين".
واضاف" وفي مونديال هذا العام الذي تفصلنا عن انطلاقه ايام معدودة حيث الجزائر الفريق العربي الوحيد للاسف الذي حالفه الحظ للوصول الى النهائيات فقلوبنا بلاشك ستتعلق بنتائجه وستلهج السنتنا بإبتهالات الى الله للوصول الى المراكز المتقدمة واقلها دور الثمانية، وان كان من وجهته نظري قد يكون بعيدا فعلى الاقل ارجو ان تكون مشاركتنا مشرفة، وامنياتي الشخصية ان يصل الى المباراة النهائية وان يحقق كأس العالم التي ما حظيت يوما خزينة دولة عربية بشرفة خزنه، مع قناعتي بانه هذا مستحيل، ولكنها المحبة التي تعمر قلوبنا كفلسطينين لاشقائنا الجزائرين الذي احتضنوا اعلان الدولة الفسطينية وكانوا دائما داعمين ومساندين لقضيتنا وشعبنا هذا يدفعني لكي أحلم بهذا كأي جزائري ينتمي الى ارض الجزائر العظيمة".
وقال سلمان حميد- طالب في جامعة القدس: "اتمنى من كل قلبي ان يوفق الله المنتخب الجزائري في هذه البطولة وانا اعتقد ان جميع سكان الوطن العربي يقفون خلف المنتخب الجزائري فهو منتخب الامة العربية، وانا شخصيا ادعوا الله وتحديدا في صلاة الفجر ان يرفع رؤوسنا من خلال المشاركة الجزائرية فالشعب الجزائري شعب نحبه ونكن له كل ود فقد وقف معنا في السراء والضراء وليس ادل من ذلك الاجتماع الذي عقده المجلس الوطني في الجزائر واعلن من خلاله عن وثيقة الاستقلال".
فؤاد اللحام -رئيس قسم اللغة العبرية في وكالة "معا" الاخبارية تحدث عن عشق الجزائريين لفلسطين، قائلا: "من خلال زياراتي المتكررة لفرنسا فهو " عضو في لجنة توأمة مخيم الدهيشة مع مدينة منتوتيه الفرنسية" رأيت بأم عيني كم هم يعشقون فلسطين ويحبون شعبها، والجالية الجزائرية في فرنسا من اكثر الجاليات التي تشارك في المهرجانات الخاصة بنصرة الشعب الفلسطيني وهم لا يهابون شيئا امام حبهم لفسطين".
وتابع اللحام قائلا:" بالرغم من عدم متابعتي للرياضة الا انني اتمنى ان يصل المنتخب الجزائري الى مراكز متقدمة في البطولة ففضل الجزائر علينا كثير وتحية لشعبها وثورتها المجيدة".
هنية نزال - مشرفة تربوية في مكتب التربية والتعليم بمحافظة رام الله والبيرة قالت: "ان مشاركة المنتخب الجزائري في هذه البطولة هو فخر لنا كعرب وكنت اتمنى ان يمثلنا اكثر من فريق عربي لان ذلك يعني تطور كرة القدم في المجتمع العربي، انا اتمنى من كل قلبي ان يوفق الله المنتخب الجزائري وأقول لهم قلوبنا معكم، وعقولنا ترقب كل ركلة كرة من اقدامكم، ارفعوا رؤوسنا وتأكدوا ان جميع العرب واحرار العالم معكم".
وتابعت حديثها: انا بحكم عملي اتابع اهتمامات المرأة الفلسطينية بهذه البطولة وخاصة متابعة اخبار المنتخب الجزائري الذي اعتبره ونعتبره كفلسطينيات منتخبنا، ومن هنا اعتقد ان المتابعة الفلسطينية والتوتر اثناء لقاءات الجزائر سيبلغان ذروتهما في النهاية، وفقتم يا ابناء العروبة يا محاربي الصحراء والى الامام".
صالح منصور واحد من انصار حركة القوميين العرب عبّر لي عما يجول في خاطره عندما التقيت به في احد المحلات التجارية بمدينة رام الله فقال:
بلادُ العُربِ أوطاني .... من الشّـامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ ....إلى مِصـرَ فتطوانِ
فـلا حـدٌّ يباعدُنا.... ولا ديـنٌ يفـرّقنا
وتباع منصور: "كيف لا أشجع الجزائر بلد المليون شهيد، هذه البلد التي استطاعت بعزيمة واصرار رجالها من كنس الاحتلال الفرنسي عن أرضها العربية، وأنا أفتخر بالشعب الجزائري الذي قاد ثورته العظيمة واستطاع ان يبني دولته بل وفريقه في كرة القدم الذي اصبح يقارع الدول الكبرى".
واضاف: "كم كنت سعيدا عندما هزم المنتخب الجزائري المنتخب الالماني عام 1982 فيومها اطلقت العنان لصوت التلفاز حتى يسمع صوته الجميع لأقول لكل الناس ان الجزائر انتصرت على المانيا كرويا وقبلها انتصرت على فرنسا في ساحات القتال"، ومن فلسطين اهدي الشعب الجزائري الف تحية واقول للمدرب الجزائري نحن معكم فعقولنا وقلوبنا معكم، ومزيدا من التعب والجهد حتى نهزمهم، وتعيدوا للوطن العربي روحه التي فقدها منذ فترة، ولكن اكثر ما يقلقني موضوع الاصابات التي تتحدث عنه وسائل الاعلام اتمنى ان يكون الموضوع ليس صحيحا".
فايز نصار- صحفي رياضي فلسطيني درس في الجزائر وعمل في العديد من وسائل الاعلام الجزائرية، قال: "بدأت الانطلاقة الحقيقية لكرة القدم الجزائرية، في خضم حرب التحرير الشعبية التي قدم الجزائريون على مذبحها أكثر مليون ونصف من الشهداء، حيث كان خيرة نجوم الجزائر يشاركون في تجمع للمنتخب الفرنسي، استعدادا لمونديال السويد 1958".
وتابع: "بالعاطفة يشجع الفلسطينيون منتخب الجزائر، وتتأجج العاطفة المشاعر عندما يشاهدون العلم الفلسطيني مرفوعا الى جانب العلم الجزائري، ويزداد التصفيق لسليلي حرب التحرير الشعبية، على إيقاع الأهازيج الوطنية التي يرددها الجمهور الجزائري، " فلسطين الشهدا ..وجيش شعب معاك يا فلسطين " وغيرها من الشعارات التي تؤكد أن الجزائريين الذين جربوا " الحقرة" من الدخيل الفرنسي أكثر قدرة على فهم معاناة حماة القدس تحت حرب الاحتلال الإسرائيلي".
واشار:" لم تتأهل فلسطين للمونديال منذ إقصائها سنة 1934 أمام منتخب مصر، وسنة 1938 أمام اليونان، ولكن الفلسطيني الحر يشعر أنه حاضر في المونديال، ليس فقط من خلال المنتخب العالمي الذي يشجعه " البرازيل او الأرجنتين او اسبانيا " ولكن من خلال المنتخب الجزائري الأخضر الذي يحمل الهم الفلسطيني إلى ملاعب المونديال، تماما كما فعل الايطاليون في مونديال 1982 عندما أهدوا كأس العالم لمكتب المنظمة في روما لمدة أسبوع، تضامنا مع شعب فلسطين، وثواره المحاصرين في بيروت بقيادة الختيار ابو عمار".
وقال:" نعم ستكون فلسطين حاضرة في المونديال، أيا كانت نتائج المنتخب الجزائري، لأن مدرب الجزائر الشيخ رابح سعدان، أعلنها صراحة كما صرح المعلق حفيظ دراجي، بان لاعبي الجزائر يريدون التألق في المونديال لتخفيف المعاناة عن شعب فلسطين، وخاصة عن المحاصرين في غزة، نعم ستكون فلسطين حاضرة في المونديال، لأن الـ 10 آلاف متفرج جزائري الذين سيقلعون باتجاه الجنوب الإفريقي سيحملون معهم آلاف الاعلام الفلسطينية، وسيحملون معهم علما فلسطينيا لعله الأكبر، وشارك في نسجه آلاف الجزائريين والجزائريات، ممن يؤكدون يوما بعد يوم بان فلسطين لن تكون وحدها، وبان انتصار استقلال الجزائر سيبقى منقوصا حتى تستقل فلسطين كما قال الرئيس الراحل هواري بومدين قبل رحيله".
واضاف:" اعرف أن بعض الفلسطينيين لا يراهنون على منتخب الجزائر، بعد الأداء الودي الباهت أمام صربيا وايرلندا، وبالنظر للمواجهات الصعبة مع الانجليز والأمريكان والسلوفينيين، ولكن من يعرفون الجزائر جيدا، يعلمون بان المستحيل كلام غير وارد في قواميس أم الشهداء، ويدركون بان منتخب الجزائر قادر على خلط الأوراق، والذهاب بعيدا في هذا المونديال، لأن من يعمل لتشريف بلاده، وإظهار الحق الفلسطيني سيكون مشحونا بمعنويات يصعب أن تكون تقهر... وقد قال لي المدرب الجزائري المعروف عبد الحميد كرمالي يوما: ان مشاهدة العلم الجزائري يرفرف في المدرجات كفيل بشحن لاعبي الجزائر، فكيف اذا كان العلم الفلسطيني خفاقا الى جانب العلم الجزائري ؟.